
د. محمد رزق: تهديدات ترامب الجمركية قد تفضي إلى ركود عالمي
حذر الدكتور محمد رزق، رجل الأعمال وعضو حزب مستقبل وطن، من أن تصعيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين قد تكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، وقد تفضي إلى حدوث حالة من الركود، في ظل تعقيد المشهد التجاري العالمي وتزايد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
مخاطر ارتفاع التكاليف التجارية
قال رزق إن فرض رسوم إضافية من جانب الولايات المتحدة على واردات قادمة من الصين من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التجارة بين البلدين، ما سيُلقي بظلاله على الاقتصادين الأميركي والصيني على حدٍّ سواء، مضيفاً أن هذا التضييق في العلاقات التجارية قد ينتقل أثره إلى بقية الاقتصاد العالمي.
سلاسل الإمداد العالمية في مرمى الخطر
أوضح رزق أن الصين تُعد واحدة من أكبر الاقتصادات العالمية والمصدّر الرئيسي للعديد من السلع الحيوية مثل الإلكترونيات، المواد الأولية، والأجهزة الصناعية، مشيراً إلى أن أي اضطراب في تدفق هذه المنتجات نتيجة فرض الرسوم سيؤدي إلى زيادة أسعارها في الأسواق العالمية، وبالتالي يؤثر سلباً على المستهلكين والشركات.
زيادة التضخم وتراجع القدرة الشرائية
أكد رزق أن مثل هذه التغيرات من شأنها أن تؤدي إلى ضغوط تضخمية، حيث ترتفع أسعار بعض المنتجات الضرورية، ما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين، خاصةً في الدول النامية والناشئة، التي تعتمد بشكل أساسي على استيراد هذه السلع.
تأثير سلبي على ثقة المستثمرين
وأشار إلى أن هذه الخطوات قد تساهم في خلق بيئة من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، وهو ما يدفع المستثمرين إلى التريّث أو الانسحاب من المشروعات، مما يؤدي إلى تراجع في الاستثمارات الأجنبية والمحلية، موضحاً أن السياسات الحمائية لا تخدم المصلحة الاقتصادية على المدى البعيد.
الأسواق المالية قد تواجه اضطرابات واسعة
توقّع رزق أن تساهم الحرب التجارية في إحداث تقلبات كبيرة داخل أسواق الأسهم والسندات، مؤكداً أن هذه الاضطرابات قد تؤثر بشكل خاص على الأسواق الناشئة التي تعتمد على التجارة الحرة والتدفقات الرأسمالية، وهو ما يزيد من هشاشة الاقتصاد العالمي.
التأثيرات المباشرة على أميركا والصين
أوضح رزق أن الولايات المتحدة قد تواجه ارتفاعاً في أسعار السلع المستوردة، ما يضع أعباءً إضافية على المستهلك الأميركي، في حين أن الصين قد تجد نفسها أمام تراجع كبير في حجم صادراتها إلى الأسواق الأميركية، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي الصيني.
تحذيرات من حرب تجارية طويلة الأمد
أشار إلى أن استمرار التوترات أو تحولها إلى حرب تجارية مفتوحة سيؤثر على الإنتاجية في الولايات المتحدة، ويقوّض مكانة الصين التصديرية، ما قد يُفضي إلى تباطؤ في الاقتصاد العالمي، وقد تكون هذه بداية لموجة من التوترات الجيو-اقتصادية في مناطق أخرى.
ركود اقتصادي: سيناريو غير مستبعد
لفت رزق إلى أن الاقتصاد العالمي قد لا يدخل في حالة ركود فوري، لكنه قد يواجه تباطؤاً واضحاً في النمو نتيجة لهذه التوترات. وقال إن التأثير يختلف من منطقة لأخرى، فبينما قد تتضرر اقتصادات كبرى، قد تستفيد اقتصادات أخرى من التحول في سلاسل التوريد أو من طلب بديل على منتجاتها.
تعافٍ هش بعد جائحة كورونا
أوضح أن العالم لا يزال في مرحلة تعافٍ بعد أزمة جائحة كوفيد-19، مع استمرار عدد من البنوك المركزية والحكومات في تطبيق سياسات مالية ونقدية توسعية، ما قد يمنح الاقتصاد العالمي بعض القدرة على التكيّف، لكن في حال تطور النزاع التجاري فإن هذه الجهود قد تُقوَّض.
خاتمة: التحذير من تبعات التصعيد
اختتم رزق تصريحه بالتأكيد على أن تأثير التهديدات التجارية للرئيس ترمب يتوقف على مدى نطاقها ومدة استمرارها، مضيفاً: “إذا تم التوصل إلى اتفاق تجاري يخفف من حدة التوترات، فقد يتمكن الاقتصاد العالمي من تجنّب الركود، ولكن استمرار التصعيد قد يُسهم في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بشكل ملحوظ”.